أحبب نفسك الآن

يحكى أن هناك أميرة كانت محبوسة في قلعة من ساحرة شريرة، كانت تخبرها دائماً بأنها قبيحة وأن لا أحد سيتزوجها في يوم من الأيام، فترسخت كلمات الساحرة في عقل الأميرة وعاشت فترة من حياتها في هذا الشقاء والتعاسة، وذات يوم وبينما كانت تطل من النافذة لمحت فارساً وسيماً ينظر إليها نظرة اعجاب، وشعرت بجمالها الحقيقي في عيون فارسها، فألقت إليه بضفائرها الذهبية التي كانت طويلة جداً حتى يتسلق عليها ويخلصها من هذا الأسر.

لم تكن القلعة ولا الساحرة هي السبب الحقيقي وراء هذا الأسر، ولكن كان احساسها بالقبح، وعندما أدركت مقدار جمالها الذي بدا في عيني فارسها، أدركت بأن عليها أن تكون حرة طليقة.

هذا واقع يتحدث كثيراً عن حالات لا حصر لها، حَجّمتْ نفسها في نظرة فلان أو كلمة علان، غير مدركة بأنها إنما تظلم نفسها أولاً بينما الآخرون في كثير من الأحيان لا يأبهون لهذا العذاب الذي أنت غارق فيه!.

نعم، هناك من هو عدو نفسه! هذا ما يحدث مع الكثيرين في مواجهتهم الخاسرة مع الحياة وأحداثها، يشكو من سوء حظه، وقلة حيلته، وتآمر أسرته وأصدقائه والعالم كله عليه! هذا هو الجنون بعينه، لا يمكن لأحد أن يتخيّل حياته بهذا الشقاء، لكن أفعالهم تجلب لهم هذا الشقاء والبؤس.

راسلني أحدهم ذات مرة وأخبرني :"أن حياته لم تعد تطاق، وأصبحت جحيماً، وأخذ يسرد عليّ كل ما يعصف بحياته من التعاسة والبؤس، ثم طلب مني الحل! أخبرته أن يقرأ الرسالة التي بعثها لي مرة أخرى، ليتأكد بنفسه أنه وحده هو من يجلب هذه التعاسة لنفسه! قلت له : كل ما تركز عليه فأنت تعطيه الحياة ليتفاعل معك، وما تركز عليه هو الأشياء السيئة والتي تجلب لك التعاسة في حياتك، لما لا تركز على الأشياء التي تريدها في الحياة؟ وتنحي جانباً ما لا تريد؟

أعجبته الفكرة في النهاية وعمل بها، لقد كانت النتائج رائعة، تغيّرت حياته، زالت كل الآلام التي أوجدها لنفسه، استقر في حياته الأسرية وفي العمل، تبدلت مشاعر السوء لديه، لقد تبدلت حياته، لقد أدرك أن تغييراً طفيفاً في مشاعره كفيل بأن يغيّر حياته بأكملها".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق